عنه عَرَفَ أنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم كان غَضِب عليه لأَجْلِ بناءِ القبَّة فهدَمها إرضاءً لِلنّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم.
واعلموا أيّها المسلمون أنّ هذا ليس بإِسرافٍ ؛ لأنّه يَقومُ به غَرَضٌ أساسِيٌّ، وهو إِرضاءُ الحبيب صلّى الله تعالى عليه وسلّم، بل هذه الصَّفْقَةُ رابِحةٌ، رَخِيصةٌ إن رَضِيَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم بِهَدْم القبَّة، كما ظَهَر من قصَّة سيِّدنا إبراهيمَ خليل الله على نبيِّنا وعليه الصلاة والسلام أنَّه استَعَدَّ لذَبْحِ وَلَده لرِضَا الله عزّ وجلّ[1].
عن أبي زَكريَّا التَّيمِيِّ قال: بينما سليمانُ بن عبد الملك في المسجد الحرامِ إذ أُتِيَ بِحَجَرٍ مَنقورٍ، فطَلَبَ مَن يَقرَؤُه، فأُتِيَ بوهب بنِ مُنَبِّه، فقَرَأَه، فإذا فيه: يا ابن آدمَ ! إنّك لو رَأَيتَ ما بَقِيَ من قُربِ أَجَلك لَزَهِدْتَ في طول أمَلك ولَرَغِبتَ في الزِّيادة من عمَلك، ولَقَصَّرْتَ من حِرصك وحِيَلك، وإنّما يَلقاك غَدًا نَدَمُك لو قد زَلَّتْ بك