وعن يزيد الرَّقاشيِّ قال: دَخَلنا على عامر بنِ عبد الله وهو يَبكي بُكاءً شديدًا، قلنا له: ما أبكاك؟ فقال: أبكاني الليلة الَّتي صَبِيحَتُها يوم القيامة[1].
قال الإمام الغزاليُّ رحمه الله تعالى: جَدِيرٌ بمن الموت مَصرَعُه والتُّرابُ مَضجَعُه والدُّودُ أنِيسُه ومُنكَرٌ ونَكيرٌ جليسُه والقبرُ مَقَرُّه وبَطنُ الأرضِ مُستقَرُّه والقيامة مَوعِده والجنَّة أو النارُ مَورِدُه: أن لا يكون له فِكرٌ إلاّ في الموت ولا ذِكرٌ إلا له ولا استعدادٌ إلاّ لأجلِه ولا تَدبيرٌ إلاّ فيه ولا تَطَلُّعٌ إلاّ إليه ولا تَعريجٌ إلاّ عليه ولا اهتمامٌ إلاّ به ولا حَولٌ إلاّ حَولَه ولا انتظارٌ ولا تَرَبُّصٌ إلاّ له وحَقيقٌ بأن يَعُدَّ نفسه من الموتَى ويَراها في أصحاب القبور فإنّ كلَّ ما هو آتٍ قريبٌ والبعيدُ ما ليس بِآتٍ[2]. وقال النَّبيُّ صلّى الله
[1] ذكره الإمام ابن أبي الدنيا في "موسوعته"، كتاب الرقة والبكاء، ٣/٢٣٠، (٣٠٠)، وابن عساكر في "تأريخ مدينة دمشق"، ٢٦/٣٦.
[2] "إحياء علوم الدين"، كتاب ذكر الموت وما بعده، ٥/١٩١.