كما في قوله: هِيَ الشَمْسُ مَسْكَنُهَا فِي السَمَاءِ * فَعَزِّ الْفُؤَادَ عَزَاءً جَمِيْلاً * فَلَنْ تَسْتَطِيْعَ إِلَيْهَا الصُعُوْدَ * وَلَنْ تَسْتَطِيْعَ إِلَيْكَ النُزُوْلاَ فمع جَحْده أولى, وأمّا المركّب فهو اللفظ المستعمَل فيما شُبّه بمعناه الأصليّ تشبيهَ التمثيل للمبالغة كما يقال للمتردِّد في أمر: ½إنّي أَرَاك تُقدِّم رِجْلاً وتُؤخِّر أُخرَى¼ وهذا يسمّى ½التمثيلَ على سبيل الاستعارة¼ وقد يسمّى ½التمثيلَ¼ مطلقًا, ومتى فَشَا استعمالُه كذلك يسمّى ½مَثَلاً¼ ولهذا لا تُغيَّر الأمثال. فصل قد يُضمَر التشبيه في النفس فلا يُصرَّح بشيء من أركانه..................................................
(كما في قوله) أي: قول العبّاس بن الأحنف (هِيَ الشَمْسُ) فقد اعترف بالأصل وهو الضمير الراجع إلى الحبيبة ومع ذلك بنى على الفرع وهو الشمس قولَه (مَسْكَنُهَا فِي السَمَاءِ * فَعَزِّ الْفُؤَادَ) أي: فاحمل فؤادك على العزاء وهو الصبر (عَزَاءً جَمِيْلاً *) وهو العزاء الذي لا قلق معه (فَلَنْ تَسْتَطِيْعَ) أنت (إِلَيْهَا الصُعُوْدَ * وَلَنْ تَسْتَطِيْعَ) هي (إِلَيْكَ النُزُوْلاَ فـ) البناء على الفرع (مع جَحْده) أي: مع عدم ذكر الأصل كما في الاستعارة (أولى) بالجواز لأنه قد طوي فيه ذكر المشبّه أصلاً, ولمّا فرغ من المجاز المفرد وقِسمَيْه المرسل والاستعارة شرع في المجاز المركّب فقال (وأمّا) المجاز (المركّب فهو اللفظ المستعمَل فيما) أي: في معنًى (شُبّه) ذلك المعنى (بمعناه الأصليّ) أي: بالمعنى الذي يدلّ عليه ذلك اللفظ بالمطابقة (تشبيهَ التمثيل) معمول لقوله ½شبّه¼, وهو تشبيهٌ وجهُه منتزَع من عدة أمور (للمبالغة) متعلِّق بقوله ½المستعمَل¼ أي: هو اللفظ المستعمل فيما ذكر لأجل المبالغة في التشبيه بادّعاء دخول المشبّه في جنس المشبّه به (كما يقال للمتردِّد في أمر ½إنّي أَرَاك تُقدِّم رِجْلاً وتُؤخِّر أُخرَى¼) شبّه هيئة تردّده بالهيئة الدالّ عليها هذا اللفظُ ثمّ استُعمِل اللفظ في الهيئة المشبّهة, ووجه الشبه الإقدام تارة والإحجام أخرى وهو منتزَع من متعدِّد, فهذا مجاز مركّب مبنيّ على تشبيه التمثيل (وهذا) المجاز المركّب (يسمّى ½التمثيلَ على سبيل الاستعارة¼ وقد يسمّى ½التمثيلَ¼ مطلقًا) أي: من غير تقييده بـ½على سبيل الاستعارة¼ (ومتى فَشَا) أي: كَثُر (استعمالُه) أي: استعمال المجاز المركّب (كذلك) أي: على سبيل الاستعارة (يسمّى) ذلك التمثيل (مَثَلاً) فالمثل هو المجاز المركّب الفاشي الاستعمال (ولهذا) أي: ولأجل أنّ المَثَل تمثيل فاشٍ استعماله على سبيل الاستعارة (لا تُغيَّر الأمثال) إذ لا تبقى على تقدير التغيير أمثالاً لفوات لفظ المشبّه به (فصل) في بيان الاستعارة بالكناية والتخييليّة, وهما فعلان من أفعال النفس لا لفظ ولذا قال (قد يُضمَر التشبيه) أي: قد يستحضر المتكلّم تشبيهَ شيء بشيء (في النفس فلا يُصرَّح بشيء من أركانه) أي: من أركان التشبيه