عنوان الكتاب: تلخيص المفتاح

أم لم يفتر فعبّر عنه بالجِنّة؛ لأنّ المجنون لا افتراء له.

أحوال الإسناد الخبري

لا شكّ أنّ قصد المُخبِر بخبره إفادةُ المخاطَب إمّا الحكمَ أو كونَه عالمًا به ويسمّى الأوّل فائدةَ الخبر والثاني لازمَها, وقد يُنزَّل العالِم بهما منزلة الجاهِل لعدم جريه على موجَب العِلم فينبغي أن يقتصر من التركيب على قدر الحاجة, فإن كان خالِيَ الذهن من الحكم والتردّد فيه استُغنِيَ عن مؤكِّدات الحكم, وإن كان متردّدًا فيه طالبًا له حسُن تقويتُه بمؤكِّد, وإن كان منكِرًا وجب توكيده     

(أم لم يفتر, فعبّر عنه) أي: عن عدم الافتراء (بالجِنّة لأنّ المجنون لا افتراء له) إذ الافتراء هو الكذب عمدًا ولا عمد للمجنون, فهذا من قبيل حصر الكذب في الكذب عمدًا وهو الافتراء وفي الكذب لا عمدًا وهو مرادهم بعدم الافتراء. (أحوال الإسناد الخبري) وهو ضمّ كلمة إلى أخرَى على وجهٍ يفيد الحكمَ بثبوت إحداهما للأخرى أو بنفيها عنها, وأحواله التأكيدُ وعدمُه وكونُه حقيقةً عقليّةً ومجازًا عقليًّا (لا شكّ) تمهيد لتفصيل أحوال الإسناد (أنّ قصد المُخبِر) الذي بصدد الإخبار (بخبره) متعلِّق بـ½قصد¼ (إفادةُ المخاطَب إمّا الحكمَ) مفعول الإفادة (أو كونَه) نصب عطفًا على الحكم, أي: كونَ المُخبِر (عالمًا به) أي: بالحكم (ويسمّى الأوّل) أي: الحكم (فائدةَ الخبر و) يسمّى (الثاني) أي: كونُ المخبر عالمًا بالحكم (لازمَها) أي: لازم فائدة الخبر (وقد يُنزَّل) المخاطَب (العالِم بهما) أي: بفائدةِ الخبر ولازمِها (منزلة) المخاطَب (الجاهِل) بهما, فيلقى إليه الخبر كما يلقى إلى الجاهل تنبيهًا على أنّه هو والجاهل سواء(لعدم جريه) متعلِّق بـ½ينزل¼ أي: لعدم مشي العالِم (على موجَب العِلم) أي: على مقتضاه كقولك لسابّ أبيه: ½هو أبوك¼ تعييرًا له وتقبيحًا لحاله (فينبغي) أي: إذا كان المقصود بالخبر إفادةَ المخاطب فيجب (أن يقتصر من) ألفاظ (التركيب على قدر الحاجة) أي: على ما يفيد الغرضَ المذكورَ (فإن كان) المخاطب (خالِيَ الذهن من الحكم) أي: من وقوع النسبة أو لاوقوعها (و) خالِيَ الذهن من (التردّد فيه) أي: في الحكم (استُغنِيَ) جواب ½إنْ¼, أي: حصل الاستغناء (عن مؤكِّدات الحكم) كقولك: ½زيد قائم¼ لمن هو خالي الذهن عن قيام زيد والتردّد فيه (وإن كان) المخاطب (متردّدًا فيه) أي: في الحكم (طالبًا له) أي: للحكم (حسُن) في باب البلاغة (تقويتُه) أي: تقوية الحكم (بمؤكِّد) كقولك: ½إنّ زيدًا قائم¼ لمن تردّد فيه وتشوّق لحاله (وإن كان) المخاطب (منكِرًا) للحكم (وجب توكيده) أي: تأكيد الحكم,


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

229