وكم من قبرٍ مَحفُورٌ وصاحبه بالسُّرور مَغرورٌ وكم من فمٍ ضاحِكٌ وهو عن قريبٍ هالكٌ وكم من منـزلٍ كمَل بناؤُه وصاحبه قد أَزِفَ يعني: قَرُبَ فَناؤه وكم من عبدٍ يَرجُو الثواب فيَبْدُو له العقاب وكم من عبد يرجو البِشارة فتَبدُو له الخسارةُ وكم من عبد يرجو الجِنان فتبدُو له النِّيران وكم من عبد يرجو الوَصْل فيبدو له الفَصلُ وكم من عبد يرجو العطاء فيبدُو له البلاء وكم من عبد يرجو الْمُلك فيبدو له الْهُلْك([1]).
أيّها المسلمون: إلى متى تَعيشون في الدنيا بالغفلة؟! تَذكَّروا أنّ العاقِل مَن استَعَدَّ لِما يَجوز وُقوعُه فكيف يَغفُل عمَّا لا بُدَّ منه ؟! كيف يُفَرِّط في ساعاته وأوقاته ؟! كيف لا يَحزَن على عُمره الذاهب بغير عِوَضٍ ؟! فلا تَنفَعه الفنون والأسلحة والمناصب والوِزارات والمصانع والجواهر والقصور والْمَحاقل فكيف به إذا مات فاحتَمَله الناس من الفراش الوَثيرِ ووضَعوه في القبر الْمُظلِم؟! واسمعوا إلى هذه الحكايات للعبرة وذكرِ الموت! قد طُبِعَتْ في الجرائِد: