عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

لعلَّني إذا مِتُّ تَترحَّم عليَّ إذا ذكرتَني، كان مَولدي بـبغداد، وكان أبي مُوسِرًا يُعلِّمني كما يُعلِّم الناس أولادَهم، وكنتُ من أَحسنِ الناس وَجهًا وكان بي حياءٌ، فقيل لأبي: لو أجلستَ ابنَك في السّوق لَيَنشَط، فأَجلسني في دُكّانِ بَزَّازٍ، وكنتُ أَجلِس عنده طَرَفَي النهارِ فلمَّا كان بعضُ الأيّام جاءتْ عَجوزٌ فطَلَبَتْ منه متاعًا مُترفِّعًا فأَخرج لها ما طلبتْ فقالت له: وَجِّهْ معي إنسانًا حتّى نَأخُذ ما نَحتاج إليه ونَدفَع له الثَّمَن ونَرُدَّ الباقي معه فقال لي: تَنَشَّطْ وَامْضِ معها فقلت: نعم، فمَضَيتُ معها حتّى أَدخلَتْني إلى قصرٍ عظيمٍ فيه قُبَّةٌ وعلى بابه خَدَمٌ وحُجّابٌ فلمَّا وَصَلتُ إلى صِحْن الدار إذا أنا ببُنيانٍ عظيمٍ فيه قُبَّةٌ عليها سِتارَةٌ فقالت لي: اُدخُل القُبَّةَ فاجلِس فيها، فدَخَلتُ فإذا أنا بِجاريةٍ على سريرٍ عليه فَرشٌ وَشْيٌ، وكلُّ ذلك مُذَهَّبٌ لم أَرَ أَحسن منها وعليها من كلِّ الْحُلِيِّ، فنَـزلتْ عنه وضرَبتْ بيدها في صدري وجَذبَتْني إليها فقلتُ لها: اللهَ اللهَ قالت: لا بأْسَ عليك، لك عندي ما تُحبُّ فقلت لها: إنّي حاقنٌ فصاحَت بالْجَواري فإذا بهنّ قد أَقبَلنَ فقالت لهن: قُدَّامَ مولاكُنّ إلى الخلاءِ فلمَّا دَخَلتُ الخلاءَ لم أَجِد فيه مَسلَكًا أَفِِِرُّ منه فحَلَّلْت




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269