وهو وَصْفٌ يَمنَع صاحبه من الوقوع في أفعالٍ مَكروهةٍ عند الله وعند الناس , ويُحذِّره من الرَّذائلِ والسَّيِّئات ولكنّ الحياء من الناس لا يكون حَسَنًا إذا مَنَعَ صاحبَه من طاعة الله تعالى وتأدِيَة الحقوق العامّة , بحيث يَستحيي من الناس فلا يُؤَدّي حقوق الخالِق ولا المخلوق.
وأمّا الحياء من الله تعالى: فهو أن تكون عَظَمَةُ الله تعالى وخَشيَتُه في قلب الإنسان فيَجتنِب كلّ ما يُغضبُ الله تعالى خوفًا من سُخطِه وقال الشيخ السُّهْرَوَرْدِيُّ رحمه الله تعالى: الحياءُ إطراقُ الرُّوحِ إجلالاً لِعَظَمَة المولى سبحانه. ومن هذا القبيل حياءُ سيّدنا إسرافيلَ عليه السلام كما وَرَد: أنّه يَستتِر بجَناحه حياءً من الله عزّ وجلّ وكذلك حياءُ سيّدنا عثمانَ رضي الله تعالى عنه كما قال: إنّي لأَغتَسِل في البيت الْمُظلِم فأَنْطَوِي حياءً من الله تعالى([1]). ورَوَى ابن عساكرٍ عن سيّدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعًا: «الحياء من الإيمان، وأَحيَى أمّتي عثمان»([2]).