قال سيِّدنا عمرُ بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه في خُطبتِه: إنّ الدنيا لَيْسَتْ بدارِ قرارِكم دارٌ كَتَبَ الله عليها الفَناء، وكَتَبَ على أهلِها الظَّعْنَ عنها , فكَم من عامِرٍ مُوثِقٍ عمَّا قليلٍ يَخرَبُ , وكَم من مُقيمٍ مُغْتَبِطٍ عمَّا قليلٍ يَظعَنُ , فأَحسِنوا رَحِمَكم الله منها الرِّحلَةَ بأحسنِ ما بحَضرتِكم من النُّقْلَة, وتَزَوَّدوا، فإنّ خير الزَّاد التَّقوى([1]).
وَعِظَ الإمام الشَّافعيُّ رحمه الله تعالى أخًا له في الله وخَوَّفَه بالله فقال: يا أخي ! إنّ الدنيا دَحضٌ مَزَلَّةٌ، ودارٌ مَذَلَّةٌ، عِمْرانُها إلى الخراب صائِرٌ وساكنُها إلى القبُور زائِرٌ، شَمْلُها على الفُرقَة مَوقوفٌ وغِناها إلى الفقر مَصروفٌ، الإكثارُ فيها إِعْسارٌ والإعسارُ فيها يَسارٌ فَافْزَعْ إلى الله وَارْضَ برزق الله لا تَتَسَلَّفْ من دارِ بَقائِك إلى دار فنائك، فإنّ عِيشَتَك فَيْءٌ زائِلٌ وجدارٌ مائِلٌ، أكثِر من عَمَلك وأَقصِر من أمَلِك([2]).