ولا استعدادٌ إلاّ لأجلِه ولا تَدبيرٌ إلاّ فيه ولا تَطَلُّعٌ إلاّ إليه ولا تَعريجٌ إلاّ عليه ولا اهتمامٌ إلاّ به ولا حَولٌ إلاّ حَولَه ولا انتظارٌ ولا تَرَبُّصٌ إلاّ له وحَقيقٌ بأن يَعُدَّ نفسه من الموتَى ويَراها في أصحاب القبور فإنّ كلَّ ما هو آتٍ قريبٌ والبعيدُ ما ليس بِآتٍ([1]). وقال النَّبيُّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «الكَيِّسُ مَن دَانَ نفسَه، وعَمِلَ لِما بعدَ الموت»([2]).
كان يزيدُ الرَّقاشيُّ رضي الله تعالى عنه يقول: مَن كان الموتُ مَوعِدَه، والقبرُ بيتَه، والثَّرَى مَسكَنَه، والدُّودُ أنيسَه، وهو مع هذا يَنتظِر الفَزَعَ الأَكبَرَ، كيف تكون حالتُه، ثُمّ يَبكي حتّى يُغشَى عليه([3]). وعن سيِّدنا مالك بن دينارٍ رضي الله عنه قيل له: كيف أَصبَحتَ ؟ قال: كيف يُصبِح مَن كان مُنقَلَبُه من دارٍ إلى دارٍ، ولا يَدرِي إلى الجنَّة يصير أم إلى النار([4]).