الْهَوَى فيَصُدُّ عن الحقِّ، وأمّا طُولُ الأملِ فيُنسِي الآخرة، أَلا وإنّ الآخرة قد ارتَحَلَتْ مُقبِلَةً، ألا وإنّ الدنيا قد ارتَحَلَتْ مُدْبِرَةً، ولكلِّ واحدةٍ منهما بَنُونٌ، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ اليوم عَمَلٌ ولا حِسابٌ، وغَدًا حِسَابٌ ولا عَمَلٌ([1]). وآخرُ خُطبَةٍ خَطَبَ بها عثمان رضي الله تعالى عنه في جَماعة: إنّ الله عزّ وجلّ إنّما أعطاكم الدنيا لِتَطلُبوا بها الآخرة، لم يُعْطِكموها لتَرْكَنوا إليها، إنّ الدنيا تَفْنَى والآخرةُ تَبقَى، لا تُبْطِرَنَّكم الفانية ولا تَشغَلَنَّكم عن الباقية، فَآثِرُوا ما يَبقَى على ما يَفنَى فإنّ الدنيا مُنقطِعةٌ وإنّ المصيرَ إلى الله، اتَّقوا الله فإنّ تَقواهُ جُنّةٌ من بأسِه ووسيلةٌ من عنده([2]).