عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

 

أيّها المسلمون: إنّ في هذا الحديث العظيم من الآيات البيِّنات والدُّرُوس والْعِبَر البالغات, والعَجَبُ كلُّ العجَبِ لمن يُؤمِن بالموت وهو يَضحَك بالغفلة والعَجَبُ لمن يَعرِف الدنيا وتَقَلُّبَها وهو يَطمئِنُّ إليها والعَجَبُ لمن يُؤمِن بالقَدرِ وهو يَحزَن للفَواتِ والعجبُ لمن يُؤمِن بالحساب وهو يَغْفُل ويَجمَع مالاً والعجبُ لمن يَعلَم أنّه يُفارِق الدنيا وهو يَنكَبُّ عليها ويَقطَع أيَّامَه لِمَحَبَّتها! والعجبُ لمن يَعلَم أنّه راجعٌ إلى الله تعالى وهو يَنحرِفُ عنه ويَلتفِت لغيرِه والعجب لمن يَعلم أنّ في جهنَّمَ عَقارِبَ وحَيَّاتٍ وهو يَرتَكِبُ السَّيِّئاتِ.

 

رَوَى الطَّبراني عن عمرَ بن الخطَّابِ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «يا جبريل ! صِفْ لي النارَ، وانْعَتْ لي جهنَّم» فقال جبريلُ: فهي سَوْداءُ مُظْلِمَةٌ، لا يُضِيء شَرَرُها، ولا يُطْفَأُ لَهَبُها، والذي بَعَثَك بالحقِّ لو أنّ قَدرَ




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269