وقِلَّةَ الرَّغبَة فيها ويَبعَث على التَّشميرِ والجِدِّ في طاعة الله تعالى وإقامةِ حقِّه تعالى وحالُنا هذا نحنُ كلَّما نَرَى الدِّيارَ نَغبِطُ ويَصيرُ القلبُ والجِسمُ مُستغرِقَينِ في التَّفكُّر في الدِّيارِ ونَتَكاسلُ عن الطَّاعات والقُرُباتِ ونَتشاغلُ عنها بأمورِ الدنيا والشَّهَوات ويَنبَغي علينا أن نَعكِسَ الأمرَ فنُشَمِّرُ للآخرة التي هي دارُ البقاءِ ومَوطِنُ الإقامة وأمّا الدنيا فهي دارُ زوالٍ وانتقالٍ وسَنَرتَحِلُ منها إلى الآخرة، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ أَخْوَفَ ما أتَخوَّف على أمّتي الْهَوَى وطُولُ الأمَلِ، فأمّا الهوى فيَصُدُّ عن الحقِّ، وأمّا طُولُ الأمَلِ فيُنسِي الآخرةَ، وهذه الدنيا مُرتَحِلةٌ ذاهِبةٌ، وهذه الآخرةُ مُرتحِلةٌ قادِمةٌ، ولكلِّ واحدةٍ منهما بَنُونٌ، فإن استَطَعتُم