وإرضاء الْخُصوم، ويجتنب الأسبابَ التي تُفْضِي إلى سوء الخاتمة، ويحتَرِز من المعاصي؛ لأنّ المعاصي بَرِيدُ الكفرِ.
فقد حُكيَ أنّ تلميذًا لِلْفضيلِ بنِ عِياضٍ رضي الله تعالى عنه حَضَرَتْه الوفاةُ، فدَخَلَ عليه الفضيلُ وجلَس عند رأسه وقرَأَ سورةَ يس، فقال: يا أستاذُ لا تَقْرَأْ، فسَكَتَ؛ ثمّ لَقَّنَه، فقال: قُل: لا إله إلاّ الله، فقال: لا أقولُها؛ لأنّي منها بَريءٌ، وماتَ على ذلك؛ فدخل الفضيلُ منـزلَه وجعل يَبْكِي أربعين يومًا لَم يَخرُجْ من البيت، ثُمّ رآه في النّوم وهو يُسْحَبُ به إلى جهنّمَ، فقال: بِأيِّ شيء نَزَعَ اللهُ المعرفةَ منكَ، وكنتَ أعْلَمَ تلامذتي؟ قال: بثلاثةِ أشياء: أوّلُها: النَّمِيْمَةُ: فإنّي قلتُ لأصحابي بخلافِ ما قلتُ لك. والثّاني: الحسد: حَسَدْتُ أصحابي. والثّالثُ: كان بي علّةٌ فجئتُ إلى الطبيب فسألتُه عنها، فقال: تَشرَب في كلِّ سنةٍ قَدَحًا من خمر، فإن لم تَفعَل تَبْقَى بكَ العلّةُ، فكنتُ أشرَبُه([1]). نعوذ بالله من السّخْط الَّذي لا طاقةَ لنا به ونَستَغفِرُه