ولا يأتون بشروطها وأركانها وواجباتها ولا يُبالون بالطّهارة ولا يُصَلّون في الوقت ولا يَطْمَئنّون في القيام والقعود والركوع والسجود، ونجدُ من المسلمين اليومَ من يَنْغَمِسون في شُرْب الخمر وعُقُوق الوالدَين وتَحْزينهما ونَهْرِهما وزَجْرِهما والتَضَجُّرِ من أوامِرِهما وتقطيب الْجَبينِ أمامَهما والنّظَرِ إليهما شَزْرًا والإشاحةِ بالوجه عنهما وقلَّة الاعتداد برأيهما وإثارَةِ الْمُشْكلاتِ أمامَهما ونجدُ من المسلمين اليومَ من يَنْهَمِكون انهماكَ الغافلِ في التعَدِّي على الخلقِ في دمائهم وأَمْوالِهم وأعراضِهم وإزهاق نُفوسِهم ظلمًا وعُدوانًا فيا أيّها المسلمون اجتَهِدوا وشَمِّروا وبادِروا بالأعمال الصالحة، واستَغفِرُوا لذنوبِكم وارجِعوا إلى ربِّكم وتُوبوا إلى الله تعالى تَوبةً نَصوحًا.
فإنَّ التوبةَ في اللغةِ: الرُّجُوعُ إلى الله تعالى، وأركانُها ثلاثةٌ لا بُدَّ منها حتَّى تَصِحَّ التوبةُ: النَّدَمُ على ما عَمِلَ من السيِّئاتِ، وتَرْكُ الْمَعصيَةِ في الحالِ، والعزمُ على أن لا يَعُودَ إلى مثلها، وبهذا القدرِ تَتِمُّ التوبةُ إلاّ في الفرائضِ التي يَجِبُ قضاؤُها