فذكَر اللهَ تعالى فلم يُبال به، ثم جعل يتمثَّل له بالْحَيَّة وهو يصلّي فجعل يتَلَوَّى على قدمَيْه وجَسَده حتّى بلَغ رأسَه، وكان إذا أراد السُّجودَ الْتَوَى في مَوضع رأسه من السجود، يعني: وجْهه فلمّا وضَع رأسَه ليسجُد فتَح فاه ليلتقم رأسَه فجعل يَنْحيه حتّى استمكَن من الأرض ليسجُد، فلمّا فرَغ من صلاته وذهب جاء إليه الشيطانُ فقال: أنا فعلتُ بك كذا وكذا فلم أستطع منك على شيء وقد بدَا لي أن أُصادقَك ولا أريد ضَلالتَك بعد اليوم فقال له العابدُ: لا، اليوم الذي خَوَّفْتَني بحمد الله ما خفتُ منْك ولا لي حاجة اليوم في مُصَادَقَتك فقال له: ألا تسألني عن أهلك ما أصابهم بعدَك؟ فقال له العابدُ: أنا متُّ قبلهم، فقال له: ألا تسألني عما أُضلُّ به بني آدم؟ قال: بلى، فأخبِرْني بما تَصِلُ به إلى ضَلال بني آدم؟ قال: بثلاثة أشياء: الشُّحُّ والغَضَب والسُّكْر، فإنّ الإنسان إذا كان شَحيْحًا قلَّلْنا مالَه في عينه فيمنَعه من حُقُوقه ويرغَب في أموال الناس، وإذا كان الرجل غَضُوبًا أَدَرْناه بيننا كما يُدير الصبيانُ الكُرَةَ بينهم ولو كان يُحْيي الْمَوتى