عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

بأذنها حيث نشاء فقد أخبَره الشيطانُ أنَّ الذي يغضَب يكون في يد الشيطان كالكُرَة في أيدي الصبيان فينبغي للذي يغضَب أن يصبر لِكيلا يصِير أسِير الشيطانِ ولا يحبط عملُه([1]).

 

وقَال حجَّة الإسلام الإمام محمد الغزالي رحمه الله تعالى: كثير من الناس يدخُلون النارَ بالغَضَب([2]). وقال الحسن رحمه الله تعالى: يا ابن آدم كلَّما غَضِبْتَ وَثَبْتَ، ويُوشك أن تَثِب وثبةً فتقع في النارِ([3]).

 

أَيُّها الْمُسلمون: معنى حقيقة الغَضَب: غَلَيانُ دم القَلْب لطَلْب الانتقام ممَّن حصل منه الأذى، فمتى غضَبَ الإنسان ثارَتْ نارُ الغضَب ثَورانًا يَغْلي به دمُ القلب، وينتَشر في العُروق، ويرتفع إلى أَعالي البَدَن، كما يرتفع الماء الذي يَغْلي في الْقِدْرِ، ولذلك يَحْمَرُّ الوجهُ والعينُ والبَشَرَةُ ويَنْشَأ من ذلك كثير من



 

([1]) ذكره أبو الليث السمرقندي في "تنبيه الغافلين"، باب كظم الغيظ، صـ١١٠.

([2]) ذكره الغزالي في "كيمياء السعادة"، فصل: علاج خشم واجب است، ٢/٦٠١.

([3]) ذكره الغزالي في "الإحياء"، كتاب ذم الغضب والحقد والحسد، ٣/٢٠٥.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269