أيها المسلمون: كان سيِّدنا نبيُّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم تختلف وَصَاياه للناس فيُوصي كُلاًّ من الناس بما يناسبه وبما يَحِلُّ مُشْكلَتَه فهذا الرجل أتَى النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فأَوجَزَ في السؤال: أَوْصني، أوصني، فأَجابَه النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بجواب مُوجَز: لا تغضَبْ. يدُلّ ذلك على أمرَين: أوّلاً: أن يأخُذ الإنسانُ بالأسباب التي تَحُول بين العبد والغضَب ويتخلّق بِالحِلم والصَّبْرِ ويتحمّل أَذَى الْخَلْق القولية والفعلية.
وثَانياً: أن لا يَنْقاد بأثَر الغضب، فإنّ الغضب قد لا يستطيع أن يرُدّه عن نفسه ولكنّه مأمور أن لا يأخُذ بآثار الغضب وإنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم أرشَدَ المسلمَ إلى معالَجة هذا الغضب فأخبَر صلّى الله عليه وسلّم أنّ القَويَّ من الرجال هو