بني الدنيا فافعلوا فإنّكم اليومَ في دار العَمَلِ ولا حسابَ وأنتُم غَدًا في دار الحسابِ ولا عَمَلَ»[1].
أيّها الأحبّة: إنّ من المهلكات العظيمة اتِّباعَ الهوَى وإنّ من أَضَرِّ الأشياء على الإنسان طُولَ الأَمَلِ وذلك يَحمِل على الحرص على الدنيا والتَّشميرِ لعمارتِها حتّى يَقطَعَ الإنسان ليلَه ونَهارَه بالتَّفكُّر في إصلاحها ويَجمَع مالاً ويَحصُل على شَهادات العلومِ العصرِيَّة ويكون في أمرِ دنياه مُبادِرًا مُشَمِّرًا وفي أمرِ الآخرة مُسَوِّفًا مُقَصِّرًا حتّى إنّه يكون من أبناءِ الدنيا لكن اعلموا يا أهلَ الدِّيارِ أنّ الدنيا لا يَشبَع أحدٌ منها قَطُّ وإنّما هي فانيةٌ. وقد قال الله تبارك وتعالى: ﴿کَمْ تَرَکُوۡا مِنۡ جَنّٰتٍ وَّ عُیُوۡنٍ ﴿ۙ۲۵﴾ وَّ زُرُوۡعٍ وَّ مَقَامٍ کَرِیۡمٍ ﴿ۙ۲۶﴾ وَّ نَعْمَۃٍ کَانُوۡا فِیۡہَا فٰکِہِیۡنَ