الأَليمَ في الجحيمِ، واجْتهِدُوا وشَمِّرُوا وبادِروا دائمًا بالأعمالِ الصالحاتِ من قبلِ ألاَّ تَجِدوا إليها سبيلاً، واغْتَنِموا فُسْحَةَ الْمَهْلِ من قبلِ أن يَفجَأَكم الأجلُ ثُمّ بعد الموت سَتُنْـزَلون وتُحْبَسون في قبر شديدِ الظَّلام وضَيقِ المكان، إنّكم تَسمَعون وتَرَون كلَّ شيءٍ لكن لا تَستطيعون الْحَراك، ولا يَنفَع الْمَرءَ في قبره غيرُ التَّقوى والعَمَلِ الصَّالِحِ، فإيَّاكم أن تُضَيِّعوا أوقات العُمُرِ وأيّامَه وأَنفاسَه فيما لا خيرَ فيه، وإيّاكم أن يُحَجِّبَكم حُبُّ الدنيا عن طريقِ الوُصول إلى الله.
حُكِيَ عن صالحِ الْمَرقَدِيِّ رضي الله عنه أنّه مَرَّ ببَعْضِ الدِّيارِ، فقال: يا دِيارُ! أين أهلُك الأوَّلون ؟ وأين عُمَّارُك الماضُون ؟ وأين سُكَّانُك الأمونُ ؟ فهَتَفَ به هاتِفٌ: انقَطَعَتْ آثارُهم وبَلِيَتْ تحتَ التُّرابِ أجسامُهم وبَقِيَتْ أعمالُهم قلائِد في أعناقهم[1]. واعلَموا إخواني