فيوم القيامة عظيمةٌ أهواله، مخيفةٌ أحواله، فما من ملك مقرب ولا نبيٍ مرسل إلا ويقول: (اللهم سلم، سلّم).
يوم القيامة، يوم الاستحقاق الإلهي، وحق الله تعالى على خلقه أنْ يؤدوا العبودية له كما ينبغي لجلاله، وعظيم شأنه، والكلُّ عاجزٌ عن تحقيقها، والكلُّ قاصرٌ عن إدراكها، إلا سيدنا محمد فإنه يسدُّ هذا المسدّ، ويحقق هذه الغاية، فالمقام ليس مقامهم، والحقيقة لم تتجلى بهم.
في ذلك اليوم العظيم يسعى الخلق إلى من يشفع لهم عند الله تعالى، المتجلي بالحق والقهر والانتقام، يذهبون إلى أفاضل النبيين، وأولي العزم من المرسلين، إلى آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى فيعتذر جميعهم، ويقولون المقام ليس مقامنا، والغاية بتمامها وكمالها لم تتحقق بنا، فذلك المقام المحمود، الذي وعد الله حبيبه ﷺ إياه في قوله: (وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا) (الإسراء : ٧٩).
ذلك المقام المحمود الذي لا ينبغي إلا لسيدنا محمد ﷺ الذي أخذ علينا العهد في عالم الأرواح بنصرته وتأييده، والسير على طريقه.