ومن ذا الذي يستطيع أن يؤدّي لله حقه من العبودية والعبادة؟
إنه سيدنا محمد النبي الأمي ﷺ، فهو كان كما يحب اللهُ ويرضى، في جميع أقواله وأفعاله وأحواله، وكيفما تقلب كان على أعلى درجة، وأكمل مرتبة في العبودية لله تعالى، وقد بين الله تعالى تلك الخصوصية، في قوله (سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا) (الإسراء: ١).
تأمل معي: إنّ السموات والأرضين وسائر المخلوقات مسيَّرةٌ بأمر الله على مراد الله جبرًا، ليس لها أن تخرج عنه قيد أنملة، قال تعالى: (ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَ) (فصلت: ١١)،
ولكن سيدنا النبي ﷺ وهو ذو اختيار وكسب أكثر طاعةً وتحققًا بالعبودية لله تعالى في كل أحواله وشؤونه منها.
وتأمل في الملائكة التي جبلت على الطاعة، وحالهم التسبيح، وذكر الله دائمًا يجري عليهم جري النفس يقول الله تعالى: (لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ) (التحريم: ٦) ولكن سيدنا النبي ﷺ أكثر طاعة وتحققًا بالعبودية لله تعالى منهم في كل أحواله وشؤونه.