- وأعظم منها أنْ يحفظه من الذنوب والمعاصي، وهذا مقام الأولياء الصالحين، فهم مع إمكانية الوقوع في المعاصي إلا أنْ الله يحفظهم منها، وهذه من أعلى مراتب التشريف، وأكمل مراتب التكريم.
- وأعظم مما سبق: أنْ يكون معصومًا نبيًا مرسلًا، فهو معصوم قطعًا من المعاصي، ولا احتمالية لوقوعه فيها، موفَّق لامتثال أمر الله على درجة من الكمال، وهو مشرّفٌ بالوحي الإلهي، مكرّمٌ بالرسالة والتبليغ، وهذا محض اصطفاء من الله تعالى وفضل.
والتساؤل الآن: ما هي الرحمة والمغفرة والثناء والتكريم والتشريف والتعظيم الذي خصَّ الله تعالى به نبيه محمد ﷺ؟
وما هي الخصوصية والسر في صلاة الله تعالى وملائكته على نبيه محمد ﷺ دون غيره؟
والجواب: أن الله تعالى قد اختص حبيبه ﷺ بالعبودية التامة، واصطفاه فكان الإنسان الكامل، والقدوة المثلى، والغاية العظمى، فالعبادة حق الله تعالى على خلقه، ولأجلها خلق الثقلين: (وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ) (الذاريات:٥٦ ).