ونحن نرى في هذه الأيام أنّ الْجَوْر والكِبْر والحسَد والخيانة والكَيْد والخِدَاع ينتشر انتشاراً واسعاً بين الناس حتّى بين المسلمين وبين الْمُتدينين منهم وقد عمَّ الْمَنّ والأذَى لدَرَجة أنّ كثيراً من الناس يستكثرون الإحسان، ويفتخرون ويتحدّثون بما يعطونه، ويظهرونه، ويطْلُبُوْن العِوَض والْمُكافأة عليه بالشكر والدعاء والخدمة والتوقير والتعظيم، والقيام بالْحُقوق والتقديم في الْمَجالس والمتابعة في الأمور، فهذه كلّها ثَمَرات الْمَنَّة والأذى، وقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ﴾ [البقرة: ٢/٢٦٤].
يقول الشيخ المفتي أحمد يارخان النعيمي رحمه الله تعالى: إن كان في إظهار الصدَقة فضيحةُ الفقير، فينبغي على الْمُتصدِّق أن يُخْفيَها، فإنّ الأذى أن يُظهِرها[1]. فمن يُريد دَفْع المال ونحوه إلى الْفُقراء أو طُلاّب العلم فيجب عليه أن يُعطيَه سرّاً، ولا يتحدَّث به، ولا يُظهِره.