أخذ منه بقدر المظلمة، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيّئات صاحبه فحمل عليه، ومن اجتمعت عليه مظالمُ وقد تاب عنها وعسر عليه استحلالُ أرباب المظالم فليُكْثر من حسناته ليوم القِصَاص وليُكْثر من الاستغفار لمن ظلَمه، فعسَاه أن يقرِّبه ذلك إلى الله تعالى فيَنال به لُطْفَه الذي ادّخره لأرباب الإيمان في دَفْع مظالم العباد عنهم بإرضائه إيّاهم.
وجاء عن سيّدنا أبي بَكْر الوَرّاق رضي الله تعالى عنه أنّه قال: «أكثرُ ما ينـزع من القلب الإيمانَ ظُلْمُ العباد»[1]. فمن سُلِب إيمانُه بسبب التعدِّي على المسلمين فيخسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين ويُسَاق بعدها إلى نار الجحيم، وقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ (٢٥) وَلَمۡ أَدۡرِ مَا حِسَابِيَهۡ (٢٦) يَٰلَيۡتَهَا كَانَتِ ٱلۡقَاضِيَةَ (٢٧) مَآ أَغۡنَىٰ عَنِّي مَالِيَهۡۜ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ (٢٩) خُذُوهُ