حدَّث كذَب، وإذا عاهَد غدَر، وإذا خاصَم فجَر»[1]. وضدُّ الخيانة الأمانة وهي تُطْلَق على معَان كثيرة: قال القُرْطُبي رحمه الله تعالى: الأمانة تعُمّ جميعَ وظائف الدِّيْن على الصحيح من الأقوال[2]. وقال سيّدنا الإمام محمد الغزالي رحمه الله تعالى: فالفَرْجُ أمانة، والأُذُنُ أمانة، والعين أمانة، واللِّسَان أمانة، والبَطْنُ أمانة، واليد والرِّجْل أمانة، ولا إيمانَ لمن لا أمانة له[3]. وعن سيّدنا عبد الله بن عَمْرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «أوَّلُ ما خلَق الله عزّ وجلّ من الإنسان فَرْجه» ثم قال: «هذه أمانتي عندك، فلا تَضَعْها إلاّ في حقّها، فالفرج أمانة، والسَّمْع أمانة، والبَصَر أمانة، واللِّسَان أمانة»[4].
[1] أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب الإيمان، ١/٢٥، (٣٤).
[2] ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن"، الجزء الرابع عشر، ٧/١٨٧.
[3] ذكره الغزالي في "مكاشفة القلوب"، الباب الثالث عشر في الأمانة، صـ٤٣.
[4] ذكره ابن أبي الدنيا في "موسوعته"، كتاب مكارم الأخلاق، باب ما جاء في الأمانة، ٣/٤٨٢، (٢٧٦)، والديلمي في "فردوس الأخبار بمأثور الخطاب"، باب الألف، ١/٣٠، (٥).