قال سيدنا الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى: باب الأمانة واسع، فأمانة اللسان أن لا يستعملَه في الكَذِب والغيبة والنميمة والكفر والبدعة والفحش وغيرها، وأمانة العين أن لا يستعملها في النظَر إلى الحرام، وأمانة السَّمْع ألا يستعمله في سَمَاع الملاهي والمناهي، وسماع الْفُحْش والأكاذيب وغيرها وكذا القول في جميع الأعضاء[1]. فيجب على كلّ مسلم أن يؤدِّي الأمانة إذا اؤتمن، وأن لا يعرض نفسه لعذاب النار بسبب الخيانة، ونقل سيدنا الإمام محمد الغزالي رحمه الله تعالى: يُؤتَى بالعبد يوم القيامة فيُوْقَف بين يدَيِ الله تعالى فيقول الله تعالى: أَرَدَدْتَ أمانةَ فلان؟ فيقول: لا، يا ربِّ، فيأمُر الله تعالى ملَكاً فيأخُذ بيده وينطلق به إلى جهنّم ويُرِيه الأمانة بعَيْنه في قَعْر جهنّم فيَهْوِي فيها سبعين عامًا، حتّى ينتهي إلى قَعْرها ثم يصعَد بالأمانة فإذا بلغ أعلى جهنّم زلَّتْ قدمُه فيَهوي فيها كذلك، ثم يصعَد ثم يَهْبِط، وهكذا حتّى يُدْرِكه لُطْفُ ربِّه بشَفاعة المصطفى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، فيَرْضى