الناس من الْمُدَراء وكبار الموظّفين لا يحاسبون صغارَ الموظّفين التابعين لهم على الكسل والإهمال في الْعَمَل، بل يعاون بعضُهم بعضاً على هذه الخيانة، وقد قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة: ٥/٢]. واعلموا أنّه ليس للأجير الخاص أن يعمَل لغيره، ولو عمل نقص من أُجْرته بقَدْر ما عمل[1]. وإذا استأجر رجلاً يوماً يعمَل كذا، فعليه أن يعمَل ذلك العَمَل إلى تمام الْمُدّة، ولا يشتغل بشيء آخَر سوى المكتوبة والمسنونة ولا يُؤَدّي نفلاً[2]. ومن يتهاون أو يقصِّر في تَحمُّلِ المسؤولية والقيام بوظيفته ويتأخَّر عن أوقات الدوام، ويتوانى في القيام بعَمَله، ويضيع الوقت المخصَّص للعمل في أمور أخرى، ثم يأخُذ المرتب كاملاً، ولا ينقص من أجرته شيئاً فهو خائن وآخذٌ لمال السُّحْت والحرام،