عنه صاحبُ الأمانة[1].
أيها المسلمون: فكما تَحْرُم الخيَانة في الأموال والحقوق فكذلك تحرُم في الأَعْراض والأسرار والْعُهُوْد، ويجب حفظ الأمانات وعدم إفشاء الأسرار وعدم كشف الأستار، وأمّا من يَنْكُث العُهود التي بينه وبين الْخَلْق فهو متَّصف بصفة خبيثة من صفات المنافقين.
وهكذا بعض الْحُكَّام والمسؤولين والْمُوظِّفين لا يقومون بواجباتهم على التمام والكمال، ويُضَيِّعُون الوقت المخصَّص للعمل بأمور أخرى، غير العملِ الذي يجب أداؤه فيه، وبعضُهم يشتغل في مصلحته الخاصّة، أو في مصلحة غيره، وقد لا يكون لها علاقة بالعمل، وبَعْضُهم يقصِّرون في تأدية الحقوق، ويتقاعسون عن العمل بواجباتهم، وما علموا أنّهم يقعون في الخيانة ويأكلون أموال الناس بالباطل، وإنّ الله سبحانه وتعالى سيُحاسبهم ويسألهم وأكثرُهم يُفضحون في الدنيا وليس لهم في الآخرة إلاّ النّارُ وبئس القرار، بل وللأسف الشديد ترى بعض