وسلّم، وقالوا عنه: ساحر، مجنون، وكاهن، يُسْتهزئ به، ويُسبّ، ويُضْرَب، ويُشْتَم صلّى الله تعالى عليه وسلّم، ومع هذا كان صابراً، كان ثابتاً، يَتحَمّل كلَّ صِعَاب. ففي هذا دُروس وعِبَر وعظَات بالغة للإخوة الدُّعاة إلى الله تعالى في كلّ زمان ومكان، فمهما بَلَغ السبّ والشَّتْم والكَيْد والأذى والظلم فإنّ نصر الله قريبٌ وينبغي على المسلم أن يَسْتمرّ في دَعْوته إلى الله ويُسافر في سبيل الله مع قوافل الإخوة الدُّعَاة إلى الله تعالى؛ لأنّ هذا أرْبَح الْمَكَاسِب وأجْزَل الْمَوَاهب وبذلك تُنال أعلى المراتب وتتحقّق أعْظَم المطالب، لما حكي أنّ رجلاً أُصيب بمَرَض القلب فأشار عليه بعض الأطبَّاء بجِرَاحة شِرْيان القَلب، ولكنّه لم يَمْلِك مالاً لعلاج نفسه، فحَرَّضه داعية على السَّفر في سبيل الله؛ ليلتمس لنفسه الصحّة والشفاء فسافَر في سبيل الله مع قوافل الإخوة الدُّعَاة إلى الله تعالى، وشفي من مَرَضه بدون جراحة ببَرَكة السفر في سبيل الله تعالى ولم يعد له أثرٌ، وعاد قلبُه إلى حالته الصحيحة بدون علاج.
وأخيراً نُريد أن نذكر بسُنّة من سُنَنِ النبي الكريم صلّى