بزوجات آبائهم، ويَبْدو أنّ الأَغْلبية الساحقة من أهل الجاهلية لم تكن تحسّ بعار في الانتساب إلى هذه الفاحشة، وقصارى الكلام أنّ الحالة الاجتماعية كانت في الْحَضيض من الضُّعْف والعَماية، فالْجَهْل ضارب أطنابه، والْخُرافات لها جَوْلة وصَوْلة، والناس يعيشون كالأنعام، وكانت الإنسانية تتخبَّط في بيداء التِّيْه والضَّلاَل، إنّ الناظر في كلّ هذا يَعْلَم مدى فضل الله على العباد وعلى البَشريَّة جمعاء إذ أكرَمَها بمَبْعث خير البَشريّة سيدنا محمد صلّى الله تعالى عليه وسلّم؛ ليسلك بها طريق النُّوْر والهداية ويروّضها وَسَاسَها ويعلّمها دين الإسلام فقد أشرق ببعثته تاريخها وانجلى ظلامها.
ووُلد رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم مَخْتُوناً مَسروراً مَكحولاً، ونظيفاً ما به قذر، واقعاً على يديه، رافعاً رأسه إلى السماء، في الساعة الأخيرة من ليلة الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل الْمُوافق لشهر إبريل، واحد وسبعين وخمس مئة ميلادية بعد حادثة الفيل بخمس