عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

بِسْمِ اللہِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیۡمِ

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين، أمّا بعد:

فقد قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «من صلَّى عليّ يوم الْجُمُعَة كان شَفاعَته له عندي يوم القيامة»([1]).

صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمّد

كان امرؤ القيس الكندي وهو مخرق الأوّل، طويل المصاحبة للّهو واللذَّات، كثير العُكُوف على اللَّعِب فرَكِب يوماً إمّا متبدياً وإمّا متصيّداً، فانقطع عن أصحابه، فإذا هو برجُلٍ جالس قد جمَع عِظاماً من عِظَام الْمَوتى وهي بين يديه يُقَلِّبها. فقال: ما قصّتُك أيّها الرّجُل، وما بلَغ بك إلى ما أرَى من سوء الحال ويُبس الجسم وتلويح اللَّوْن، والانفراد في هذه الفَلاَة؟ فقال: أمّا ذلك فلأنّي على جَنَاح سفر بعيد، وبي موكَّلان مُزعِجان يَحْدُوان بي إلى منزل ضَنْك المحلّ، مُظْلِم الْقَعْر، كَرِيْه الْمَقرّ، ثم يسلِّماني إلى مصاحبة البِلَى ومجاورة الْهَلْكَى، تحت أطباق الثَّرَى، فلو تركتُ بذلك المنزل مع جفائه وضِيْقه



([1]) ذكره عبد الرحمن السخاوي (ت ٩٠٢هـ) في "القول البديع"، صـ٣٧٨.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259