أيها المسلمون: إنّها حقّاً لعبرة صادقة، ونظرة ثاقبة، في حال العاقبة، فلا شكّ أنّ أحوال البرزَخِ وما بعدَه من الْحَشْر والعَرض والسُّؤال شديدة عظيمة، وكذلك ما قبلها من مَراحل الموت من قَبْضِ الرُّوْح ورؤية مَلَك الموت وخوف سُوْء الخاتمة كلّ ذلك يبلغ بالعبد ذُرْوَة الكَرْب والشدَّة.
قال سيِّدُنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لسيِّدنا كعب الأحبار رضي الله تعالى عنه: يا كعب، حدِّثْنا عن الموت فقال سيّدنا كعب رضي الله تعالى عنه: «نعم يا أمير المؤمنين، إنّ الموت كغُصْن كثير الشَّوْك، أُدْخِل في جَوْف رجل، فأَخَذَت كلُّ شَوْكَة بعرق، ثم جَذَبه رجلٌ شديد الْجَذب، فأخَذ ما أخَذ، وأبقَى ما أبقَى»([1]).
وكان سيّدنا عليّ المرتضى رضي الله تعالى عنه يحُضُّ على القتال ويقول: «إن لم تقتُلوا تموتوا، والذي نفسي بيده، لألفُ ضَرْبة بالسَّيْف أَهوَنُ عليّ من موتي على فِرَاش»([2]). يعني: أنّ الشهيد لَمّا يرى من نعيم الجنّة أو قد يرى النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم تَشْغله ذات جمال المصطفى صلّى