عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

ولكن اهتدى إلى كماله بالإضافة إلى السكوت والفضول، فاستمرّ عليه وسأل الله تعالى أن يشرك القلب مع اللسان في اعتياد الخير، فكان السابق كالحائك الذي ذمّت حياكته فتركها وأصبح كاتباً. والظالم المتخلّف كالذي ترك الحياكة أصلاً وأصبح كناساً. والمقتصد كالذي عجز عن الكتابة فقال: لا أنكر مذمة الحياكة، ولكن الحائك مذموم بالإضافة إلى الكاتب، فإذا عجزت عن الكتابة فلا أترك الحياكة([1]).

أيها المسلون: فالاستمرار على طريقة الإصلاح النفسي خيرٌ لنا ولو غفل القلبُ، وقد رغّبتُ المسلمين في جائزة من الجوائز المدنية إلى صلاة التوبة كلّ يوم، لأنّ التوبة سببٌ لحصول وجه الله تعالى وللإصلاح النفسي، وكلّما ارتكبتم الكبائر أو الصغائر فتوبوا إلى الله تعالى، فإنّ فضل التوبة عظيم جدّاً لا يخفى على أحد من المسلمين، قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «التائب من الذنب كمن لا ذَنْبَ له»([2]).

وأوصيكم في نهاية المطاف بأن ترتبطوا بالبيئة المتدينة



([1]) ذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، كتاب التوبة، ٤/٦٠-٦١، ملتقطاً.

([2]) أخرجه ابن ماجه في "سننه"، كتاب الزهد، باب ذكر التوبة، ٤/٤٩١، (٤٢٥٠).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259