بالله وتوكّلوا عليه واعلموا أنّ الجوائز المدنية وسيلة لنيل الأجر العظيم ولرؤية وجه الله تعالى في الجنّة، وإنّها ترغّب في الإصلاح النفسي وتحث على العبادات وتَرْدَع عن المخالفات، فعليكم الانتباه إلى هذا والالتزام بالجوائز المدنية ولو كرهت النفسُ، ولا تستسلموا للشيطان، والتزموا بأعمال الدعوة الإسلامية، فإنّها تهيّأ الجوّ الإسلامي الذي تنمو فيه السنن والآداب، وحاسبوا أنفسكم من خلال الجوائز المدنية بقلوب راجية، مصممة، مفعمة بالحبّ والقوّة، ابتغاءً لوجه الله تعالى فسترون بركاتها في حياتكم، وتكونون عند الله عزّ وجلّ من الفائزين، المفلحين؛ لأنّ الجوائز المدنية شجرة طيبة إذا ثبت أصلُها في حياتكم امتدّت فروعها إلى الجوارح، وأثمرت عملاً صالحاً وقولاً رابحاً وسلوكاً قويماً وفعلاً كريماً، عندها تخشع الجوارح وينكسر القلب ويرقّ الفؤاد وتزكو النفس وتجود العين ويكون القلب مشحوناً بمحبة الله ورسوله الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم، وتمتدّ أعمال الدعوة الإسلامية في بلادكم إن شاء الله عزّ وجلّ، قال سيدنا الإمام محمد الغزالي رحمه الله تعالى: قال بعض الناس لشيخه أبي عثمان المغربي رحمه الله تعالى: إنّ