عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

فيا أيّها الإخوان: كلّما اجتهدتم في العمل اسْتَرَحْتم في الآخرة والعملُ الشاقُّ في بدايته سهل في نهايته ومن يبدأ العمل يسهل عليه، كمن يجلس للوضوء عند البرد الشديد فتصطكّ أسنانه من شدّة البرد في البداية، حتّى إذا بدَأ الوضوء يستشعر بنقص البرد شيئاً فشيئاً ويسهل عليه حتّى يفرغ منه وكذلك من ابتلي بالمرَض المهلك فإنّه يضطرب، ثم يألفه يوماً بعد يوم فتشتدّ عنده قوّة الصبر ويتيسّر عليه كلّ عسير.

اسمعوا إخواني المسلمين إلى قصّة هذا الأخ المسلم الذي أصيب بعرق النساء وهو مرض يضرب من الكعب إلى الورك، ويمتدّ إلى شهور أو سنوات، وهذا في الغالب صعبٌ عسيرٌ في حقّ كثير من الناس، فاضطرب اضطراباً شديداً لما بلغ به من الوجع، فقلت له: لا بأس عليك طهور، والله يشفيك، وعندما تتعوّد عليه يسهل عليك إن شاء الله عزّ وجلّ، ثم لقيته بعد عدّة أيّام، فسألتُه عن مرضه، فأجاب أنّ الوجع على ما كان عليه، لكنّي تعوّدت عليه.

أيها المسلمون: ولا بدّ من التنبيه إلى أنّ الشيطان يصدّكم أو يفشلكم عن العمل بالجوائز المدنية، ولكن استعينوا




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259