عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

وعن سيدنا أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «إنّ الله وملائكته يصلّون على الصفّ الأوّل». قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: «إنّ الله وملائكته يصلّون على الصفّ الأوّل». قالوا: يا رسول الله، وعلى الثاني؟ قال: «وعلى الثاني». قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «سَوُّوْا صُفُوْفَكم وحاذُوْا بين مَنَاكبكم ولِيْنُوْا في أيدي إخوانكم وسُدُّوا الْخَلَل، فإنّ الشيطان يدخُلُ بينكم بمَنْـزِلة الْحَذَف». يعني: أولاد الضَّأْن الصِّغَار([1]).

أيها المسلمون: يمكن أن تكون محاسبة النفس من خلال الجوائز المدنية شاقةً وثقيلةً على النفس، لكن وطّنوا أنفسكم على العمل بها من قلوبكم، فإنّ الله تعالى سينصركم، لما في ذلك من مرضاة له سبحانه وتعالى، وقد سُئِل رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: «أحْمَزُها»([2]). وقال سيّدنا إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى: أثقل الأعمال في الميزان أثقلها على الأبدان([3]).

 



([1]) أخرجه أحمد في "مسنده"، حديث أبي أمامة الباهلي، ٨/٢٩٦، (٢٢٣٢٦).

([2]) ذكره الرازي في "التفسير الكبير"، ١/٤٤٤، والعجلوني في "كشف الخفاء"، ١/١٤١، (٤٥٩).

([3]) ذكره أبو نعيم الأصفهاني في "حلية الأولياء"، ٨/١٦، (١١٢١٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259