وأمّا من يكون مقصراً عن الطاعة، مصرّاً على الذنوب غير سالك سبيل المغفرة، فهو متخبِّط في ظلمة المعاصي، وإن استحقّ بذلك سخط الله وغضبه فيقع في عذاب أليم، ولا ينفع ولا يجديه الأسف والندم شيئاً، فالمتساهلُ في صلاته الذي لا يقيمها بأركانها وبشروطها، ولا يحافظ على أوقاتها، بل يسهو عنها ويضيّعها، هذا العابد موعود بالويل والثبور، وقد جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «من ترك صلاة متعمّداً كتب اسمه على باب النار فيمن يدخلها»([1]). والمتساهلُ في الصوم الواجب والمفرِّط فيه، الذي لا يبالي إنْ أفطَر في رمضان بلا عذر ولا مرَضٍ ولا رخصة معلومة مؤاخذٌ ملوم، ففي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «من أفطَر يوماً من رمضان من غير رخصة