أجله أتى إليه ملك الموت، فقال: أزائراً جئتَ، أم لقبض روحي؟ فقال: لقبض روحك، فقال: أولستَ كنت أخبرتني أنّك ترسل إليّ رسولين، أو ثلاثة؟ قال: قد فعلت. بياض شعرك بعد سواده وضعف بدنك بعد قوّته وانحناء جسمك بعد استقامته هذه رسلي، يا يعقوب إلى بني آدم قبل الموت.
مضى الدهر والأيام والذنب حاصل وجاء رسول الموت والقلب غافل
نعيمك في الدنيا غرور وحسرة وعيشك في الدنيا محال وباطل([1]).
أيها المسلمون: إنّ ملك الموت عليه السلام يرسل رسله إلى بني آدم قبل الموت، وقد جاءت رسل الموت إلى كثير من الناس ومع ذلك ترى الغفلة مخيمة على حياتهم فإن اشتعل رأس أحد شيباً قال: هذا من الزكام، وإن مرض قال: سهل ويمضي كما مضى غيره، ولا ترى الغفلة إلاّ بازدياد والحال أنّ كثيراً من الناس يموتون بالمرض يومياً، ومن الممكن أنّ المرض الذي لا نلتفت إليه لضعفه أو لهوانه قد يشتدّ، ويوصلنا إلى القبور، فلا