الغفلة، ثم إنّه تنَفَّس الصعداء وأنشد يقول:
تفكرت في حشري ويوم قيامتي وإصباح خدي في المقابر ثاويا
فريداً وحيداً بعد عزٍّ ورفعة رهيناً بجرمي والتراب وساديا
تفكّرت في طول الحساب وعرضه وذلّ مقامي حين أعطى كتابيا
ولكن رجائي فيك خالقي بأنَّك تغفر يا إلهي خطائيا
أيها المسلمون: لنتفكّر في الدروس والعبر البالغة التي انطوت عليها هذه القصة ولننظر إلى عباد الله الصالحين، كيف أنّهم يذمّون أنفسهم على تقصيرها مع حسن عملهم، ويخافون من الله تعالى ولا يكترثون بعبادتهم، أمّا الغافلون فلا يعرفون شيئاً من العمل الصالح ولا الإخلاص ومع ذلك يعجبون بعبادتهم, ولا يستحيون من ارتكاب الذبوب والجهر بها بل تراهم يضحكون عند اقتراف الذنوب. اسمعوا أيّها الإخوة إلى ما نقله حجّة الإسلام الإمام محمد الغزالي رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: «من أذنب ذنباً وهو يضحك دخل النار وهو يبكي»([1]). فليتفكّر الذين يكذبون، ويخالفون