يَنجُ منه، فما بعده أشَدّ» قال: وقال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «ما رأيت مَنظَرًا قطّ، إلاّ والقَبْر أفظَع منه»([1]).
وقال سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه بشدّة الخوف من الله تعالى: «لو أنّي بين الْجَنّة والنار، ولا أدري إلى أيّتهما يُؤْمَر بي، لاخْتَرت أن أكون رَمَادًا قبل أن أعْلَم إلى أيتهما أصير»([2]).
أيها المسلمون: كلّ واحد منّا يعلم أنّ الموت يأتي بغتةً، ويأخذ على غِرّة، ومع ذلك يغفل عن التيقّظ من ذنوبه ويرتكب الذنب وينساه وينسى أثره ويبقى ريناً وغطاء على قلبه ولا يستعدّ للموت، ولا يخاف من عذاب القبر، وعذاب النار.
وهذا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان يسقط من الخوف إذا سمِع آيةً من القرآن مَغْشيّاً عليه، فكان يعاد أيّاماً، وأخَذ يوماً نبتة من الأرض، فقال: «يا ليتني