أيها المسلمون: وأقبح من نسيان الموت في أحوال الفرح والسُّرُور نسيانُه عند التعَرُّض للمَصَائب، وليتذكّر الأخ الحبيب أنّه سيفارق عند موته أهله وأحبته ورفاقه، ويفارق كلّ متاع يحبّه، فكم ستكون الفاجعة كبيرة والمصيبة مُدْلَهِمة والهمّ قتال فجبال الصدمات التي تنزل به لا يَعْلَمُها غيرُه، فالحسْرَة حَسْرته والْمُصيبَة مصيبته، لأنّ العَقْل يَبْقى سليماً بعد الموت، حتّى يحسّ الميت بصدمة فِراق والدَيْه وزوجته وأولاده وإخوانه وأخواته، وأصحابه مع فراقه للسيارة والْمَلْبس والْمَسْكَن والْمَحلاّت، والْمَصانع ويحسّ بألَم فِراق كلّ شيء، فمن يكون لديه مال قليل يكون غمُّه أقلّ، أمّا ذو المال الكثير فغمُّه لفراقه أكثر.
قال حجّة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: وينكشف كلّ ذلك عند انقطاع النفس، وقبل الدفن، وتشتعل فيه نيران