عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

أيها المسلمون: والله إنّ القبر له هول عظيم، وإنّ فظاعته لشديدة، قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «ما رأيت منظراً قطّ، إلاّ القبر أفظع منه»([1]).

وعن سيدنا البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى، حتّى بلّ الثرَى ثم قال: «يا إخواني لمِثْلِ هذا فأعدُّوْا»([2]).

وكان الحسن بن صالح رحمه الله تعالى إذا أشرف على المقابر، يقول: ما أحسن ظواهرُك، إنّما الدواهي في بواطنك([3]).

وكان عطاء السلمي رحمه الله تعالى إذا جنّ عليه الليل، خرَج إلى المقبرة ثم يقول: يا أهل القُبُوْر، متم فواموتاه، وعايَنْتُم أعمالكم، فواعملاه، ثم يقول: غدًا عطاء في القُبُوْر، فلا يزال ذلك دأبه حتّى يُصْبِح([4]).

 



([1]) أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب الزهد، ٤/١٣٨، (٢٣١٥).

([2]) أخرجه ابن ماجه في "سننه"، كتاب الزهد، باب الحزن، ٤/٤٦٦، (٤١٩٥).

([3]) ذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، كتاب ذكر الموت، الباب السادس، ٥/٢٣٨.

([4]) ذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، كتاب ذكر الموت، باب بيان حال القبر، ٥/٢٣٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259