عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

بنَ عفَّان رضي الله عنه حبًّا شديدًا ويدُلّ على ذلك ما روي عن عبد الله بن سلامٍ رضي الله تعالى عنه قال: أَتيتُ أخي عثمانَ لأسلم عليه وهو محصورٌ، فدخلتُ عليه فقال: مرحبا يا أخي، رأيتُ رسول الله الليلةَ في هذه الْخَوْخَة قال: وخوخةٌ في الْبَيت فقال: يا عثمانُ حَصَرُوْك؟ قلتُ: نعم، قال: عطشُوكَ؟ قلتُ: نعم، فأدْلَى دَلْوًا فيه ماءٌ فشرِبتُ حتّى رَويْتُ حتّى إنّي لأَجد بَردَهُ بين ثَدْيي وبين كتِفي. وقال لي: إن شِئْتَ نصرت عليهم وإن شئتَ أَفطَرْتَ عندنا، فاختَرْتُ أن أُفطِرَ عندهم، فقُتِل ذاكَ اليومَ رحمه الله تعالى([1]).

ومن صفات سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه أنّه كان ليّناً رحيماً عطوفاً كريـماً صابراً على شهادته في سبيل الله تعالى فلما اجتمع نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه أغلق بابه دونهم فحاصروه ولم يقاتل حتّى إنّ أصحابه طلبوا منه الخروج للقتال فكره. وقال يوم قتل: لأن أقتل قبل الدماء، أحبّ إليّ من أن أقتل بعد الدماء([2]). وروي عن سيدنا عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه قال: سمعت صوتاً يوم قتل



([1]) ذكره ابن أبي الدنيا في "كتاب المنامات"، ٣/٧٤، (١٠٩).

([2]) ذكره أبو الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري (ت٥١٨هـ) في "مجمع الأمثال"، الباب الثلاثون، كلام ذي النورين عثمان بن عفان، ٢/٤٥٣.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259