عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

بن عفان رضي الله تعالى عنه أنّه كان ذا بصيرة وحسن إدراك ومعرفة بالحقّ، ورأى حالَ رجلٍ كان نظر إلى امرأة أجنبية، روي أنّ رجلاً دخل على عثمان وقد نظر امرأة أجنبية فلما نظر إليه قال: هاء، أيدخُلُ عليّ أحدُكم وفي عينَيْه أثَرُ الزنا؟ فقال له الرجل: أَوَحْي بعد رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم؟ قال: لا، ولكن قول حقّ وفِرَاسة صدق([1]).

أيها المسلمون: وفي زماننا ظهرت النساءُ بلباس فاتن ويرتدين الثِّيَاب القصيرة والضيِّقة والشفافة ولا يتورّع رجال عن النظر إلى النساء ولو كنّ متحجبات فينظُرون من المرأة هيكَلها وقِوامَها وتقاطيع بدَنها وينظرون إلى حرَكاتها وينظرون إلى مَلابسها مع العلم أنّ النظَر إلى المرأة الأجنبية بالشهوة حرامٌ وقد أمر الله تعالى بغضِّ البصَر عن المحرَّمات فقال: ﴿@è% šúüÏZÏB÷sßJù=Ïj9 (#q‘Òäótƒ ô`ÏB ôMÏd̍»|Áö/r& (#qÝàxÿøts†ur óOßgy_rãèù 4 y7Ï9ºsŒ 4’s1ø—r& öNçlm; 3 ¨bÎ) ©!$# 7ŽÎ7yz $yJÎ/ tbqãèoYóÁtƒ﴾ [النور: ٢٤/٣٠]. وقد روي: «من نظر إلى مَحاسن امرأة أجنبية عن شهوة صُبَّ في عينيه الآنَكُ يوم القيامة»([2]). وروي عن سيدنا أبي هريرة رضي الله



([1]) ذكره محب الطبري في "الرياض النضرة في مناقب العشرة"، ٢/٤٠.

([2]) ذكره المرغيناني (ت ٥٩٣هـ) في "الهداية شرح بداية المبتدي"، كتاب الكراهية، فصل في الوطء والنظر واللمس، الجزء الرابع، ٢/٣٦٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259