عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

بِسْمِ اللہِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیۡمِ

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين، أمّا بعد:

فعن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ النبي الكريم صلّى الله عليه وسلّم قال: «يا أيها الناس إنّ أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم عليّ صلاةً في دار الدنيا»([1]).

صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد

كان رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم مع أعدائه ومعانديه جميل الصَّبْر واسع الصَّدْر، يتحمّل أذى من آذاه ويحلم عمَّنْ جَهِل عليه، ويتجاوز عمن ظلَمَه، ونحن ننظر في سيرة الرسول الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم؛ لأنّنا بحاجة ماسّة لأن يكون لنا في سيرته وشَخْصه الكريم أُسْوَة حسَنَة في حُسْن الْخُلُق والصَّبْر على الأذى واحتمال الْجَفَاء وقد روي عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: كنت أمشي مع النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم وعليه بُرْدٌ نَجْراني غليظُ الحاشية، فأدْرَكَه أعرابي فجذَبه جَذْبةً شديدةً، حتّى نظرتُ إلى



([1]) ذكره الديلمي (ت٥٠٩هـ) في "فردوس الأخبار"، ٢/٤٧١، (٨٢١٠)، والهندي (ت ٩٧٥هـ) في "كنز العمال"، كتاب الأذكار، ١/٢٥٤، (٢٢٢٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259