عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

صَفْحة عاتقِ النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم قد أثَّرَتْ به حاشيةُ الرِّدَاء من شدّة جَذْبَته ثم قال: مُرْ لي من مال الله الذي عندك فالتفَتَ إليه فضَحِك ثم أمَر له بعَطاء([1]).

فلينظر المسلم في حِلْمه وحُسْن خُلُقه صلّى الله عليه وسلّم وليتخلَّق بهذا الخلق الحسن وليَصْفَح عمّن أساء إليه وقد جاء عن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «ثلاث من كنّ فيه حاسَبَه الله حساباً يسيراً وأدْخَله الجنّة». قلت: ما هنّ يا رسول الله؟ قال: «تَصِل من قطَعَك وتُعْطي من حرَمَك وتَعْفُو عمن ظلَمَك»([2]).

وقال سيد الأنام مصباح الظَّلاَم حبيب الملك العلاّم عليه أفضل الصلاة والتسليم: «ما نقَصتْ صدَقةٌ من مال، وما زاد الله عبداً بعَفْوٍ إلاّ عزّاً وما تواضَعَ أحد لله إلاّ رفَعه الله»([3]). قال سيدنا موسى بن عمران عليه السلام: يا ربّ من أعَزُّ عبادك عندك؟ قال: «من إذا قدر غفر»([4]). وعن سيدنا عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: لقيتُ رسول الله صلّى الله تعالى عليه



([1]) أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب فرض الخمس، ٢/٣٥٩، (٣١٤٩).

([2]) أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"، ١/٢٦٤، (٩٠٩).

([3]) أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب البر والصلة، صـ١٣٩٧، (٢٥٨٨)، والترمذي في "سننه"، كتاب البر، ٣/٤١٥، (٢٠٣٦).

([4]) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"، باب في حسن الخلق، ٦/٣١٩، (٨٣٢٧).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259