وسلّم فبدَرْتُه فأخذتُ بيده وبدرَني فأخَذ بيدي فقال: «يا عُقْبَة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ تَصِلُ من قطَعك، وتُعْطي من حرَمك، وتعفو عمن ظلَمَك. ألا ومن أراد أن يُمَدّ في عمره ويُبْسَط في رِزْقه فليَصِلْ ذا رَحِمه»([1]).
وعن سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه عن النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم أنّه قال وهو على المنبر: «اِرْحَمُوْا تُرْحَموا، واغْفِرُوْا يَغْفِرْ الله لكم»([2]).
وعن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: جاء رجل إلى النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، كم أعفو عن الخادم؟ فصَمَت عنه رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم، ثم قال: يا رسول الله، كم أعفو عن الخادم؟ فقال: «كلَّ يوم سبعين مرّةً»([3]).
قال الشيخ أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى: قولُه صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «سبعين مرّةً» كناية عن الكثرة، وليس على التحديد، فحاصلُهُ لِيَكُنْ عَفْوُك أَكْثَرَ من مُؤاخَذَتك، وهذا فيما يجوز العفو عنه من سوء يأتيه إليك وجنَاية يَجْنيها