عليك، فأمّا إذا كان ذلك في هَتْك حُرْمَة في الدِّيْن، أو جناية على أحد من المسلمين فإنّه لا يجوز العفو عنه([1]).
أيها المسلمون: قد كان الرسول الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم شديد الصبر على أذى أعدائه عند القدرة؛ لما روي في حلمه واحتماله وعفوه وصَفْحه أحاديث كثيرة وقصص مشهورة، منها قصة غَوْرَث بن الحارث حين أراد قتله وأظفره الله به وأمكنه منه فعفا عنه ولم يؤاخذه بما صنع كما جاء أنّه لما تصدَّى له غَوْرَث بن الحارث ليَفْتِك به، ورسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم مُنْتَبِذٌ تحت شجرة وحده قائلاً (أي: نائماً وقت القيلولة) والناس قائلون في غَزَاة فلم ينتبه رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم إلاّ وهو قائم والسيف صَلْتاً في يده، فقال: من يمنعك منّي؟ فقال: «الله». فسقط السيف من يده، فأخذه النبي صلّى الله عليه وسلّم وقال: «من يَمْنَعُك منّي؟» قال: كُنْ خير آخذ فترَكه وعفا عنه فجاء إلى قومه فقال: جئتُكم من عند خيرِ الناس([2]). ومنها قصّة أُحُد حين ناله من أذى كفّار قريش فشَقَّ ذلك على أصحابه وقالوا: يا رسول الله، لو دعَوْتَ