والألقاب السيّئة، فلمّا رأى ذلك أصحابه غضبوا عليهم، وقالوا: نرفع الدعوى في المحكمة فقال الإمام لأصحابه: قدّموا الهدايا إلى المادحين أوّلاً، ثم أقيموا الدعوى على الهاجين، أي: إذا لم تقدِّموا الهدايا إلى المادحين فلماذا تنتقمون من الذامّين؟!([1]).
أيها المسلمون: عمري يَنْقُص ساعةً فساعة وكلّ ساعة تقرِّب من الموت ولا أدري متى يأتي الأجَل، وإنّي قد بلَغْتُ الستين من عمري، ورأيت في مدّة حياتي المحدودة حوادث كثيرة تدلّ على أنّ كثيراً من الناس تعوّدت أن تعيش على قلّة الإخلاص وقلّة الوفاء وقلّة الإحسان مع الوالدين ونَقْض العَهْد وقَطيْعَة الرَّحِم والْجَزَع من الْخَلْق والطمَع فيما في أيديهم من المال والجاه ويتدلّون بحَبْل الغُرُوْر، وينخدعون بتلبيس النفس ومكر الشيطان، ولكن ولله الحمد إنّ ملايين من الناس دخلوا في البيئة الصالحة المتدَيِّنة من جمعية الدعوة الإسلامية التي تعزز التزام أمر الله وتعين عليه وتنفر من مخالفة أمره، ولكن وللأسف الشديد هناك من يخرج من البيئة الصالحة المتدينة من جمعية الدعوة الإسلامية ويخالف مبادئها الإسلامية، ومنهم من يختلط بالبيئة الأخرى، ومنهم من يميل إلى تكوين جماعة