للإنسان أن يقدِّم مداراة الناس ومراعاة قلوبهم على فعل المستحبّات، ويجتنب ما يخاف منه تولّد ضرر في دين أو دنيا، إلاّ الأمور الشرعية ولا يتعرّض لما يخاف تنفيرهم بسببه ما لم يكن فيه ترك أمر شرعي([1]).
وقال العلماء الكرام: درء المفاسد أولى من جلب المصالح([2]). وقال الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: يجوز للإنسان أن يترك الأفضل لتأليف القلوب، لئلاّ يؤدّي ذلك إلى تنفير المسلمين، وإنّ النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم كان ردَّ الكعبة إلى ما كانت عليه من قواعد سيدنا إبراهيم عليه السلام بسبب خوف فتنة بعض من أسلم قريباً، لأنّهم كانوا يعتقدون فضل الكعبة، فيرون تغييرها عظيماً فتركها صلّى الله تعالى عليه وسلّم، لما روي عن سيدتنا عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال لي رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «لولا حَدَاثةُ قومك بالكُفْر لنقَضْتُ البيت ثم لبَنَيْتُه على أسَاس إبراهيم عليه السلام، فإنّ قُرَيْشاً استَقْصَرتْ بناءه، وجعَلْتُ له خَلْفاً»([3]).